الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

في رمضان .. تـُسلسل شياطين الجن .. بينما شياطين الإنس طليقة




في هذا الشهر الكريم .. شهر رمضان المبارك ، تـُفتح أبواب الجنة وتـُغلق أبواب النار وتـُغل فيه مردة الشياطين ، وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) : "وما ذاك إلا أنه في شهر رمضان تنبعث القلوب إلى الخير والأعمال الصالحة التي بها تـُفتح أبواب الجنة ، ويمتنع من الشرور التي بها تـُفتح أبواب النار ، وتـُصَفد الشياطين ، فلا يتمكنون أن يعملوا ما كانوا يعملونه في الإفطار .. فإن المُصـِفد هو المُقيـِد ، إنما يتمكنون من بني آدم بسبب الشهوات ، فإذا كفوا عن الشهوات .. صُـفدت الشياطين" .. (التفسير الكبير – 3 / 132 )

ويذهب الناس في هذا الشهر المبارك إلى المساجد بعد أن كانوا يصلون في بيوتهم ، ومن لم يكن يصلي أو كان يصلي تارة ويترك صلاته تارة أخرى أصبح يحافظ على صلاته ، ومن لم يكن يفتح المصحف طوال العام .. أمسى يقرئه ويرتله ترتيلا ..

ولكن .. عندما أسير في الشوارع ليلا بعد صلاة التراويح .. أرى ما لم أكن أتخيل أن أراه .. في مثل هذا الشهر الفاضل ، أجد الفتيات .. يرتدين كل ما تشتهي الأنفس .. وما يثير الشهوات ، وكأننا لسنا في دولة إسلامية .. ولا في أفضل وأكرم وأعظم شهر في السنة !! فأرى تلك التي ترتدي بنطالا ضيقا .. ساقطا عن وسطها و"بادي" ضيق يصف جسمها وكأنها عارية ، وأرى هذه التي تضحك ضحكة رقيعة .. تخطف آذان وأعين المارة ، وهاتان الفتاتان اللتان يحاولان جذب انتباه شابان آخران بأن يعليان من صوتهما تارة .. ويمران من أمامهما بطريقة مثيرة تارة أخرى ، وأرى أيضا هؤلاء الشباب والبنات الذين يجلسون في كافيه على نفس المائدة يأكلون ويمرحون وكأنهم قد سافروا إلى إحدى الدول الأوربية وليست مصر الإسلامية .. العربية .. الشرقية ..

وتعجبت من تلك التي ترتدي حجابا إسلاميا .. ولكنها تـُخرج خصلة من شعرها خارج نطاق الحجاب وتسدلها على جبينها .. فلا هي مُحجبة .. ولا هي ليست ، فأتعجب منها وأقف محتارا ، شئ ما .. بداخلي يدفعني أن أسألها لم تفعل ذلك ؟ .. فوالله سوف أحترمها أكثر إذا خلعت الحجاب وتركت شعرها مكشوفا .. تعبر بذلك عن حريتها الشخصية وتكون جريئة في ذلك ، عوضا عن أن تدنس قيمة هذا الحجاب الذي هو في الأصل غرض لتحقيق غاية .. وليس غاية لتحقيق غرض !!

أي أنه غرض ترتديه الفتاة لتغطي شعرها بالكامل ورقبتها وأذنيها .. لتحقيق غاية العفة والطهارة طلبا لرضا الله (سبحانه وتعالى) ، وليس كأغلب من ترتدين الحجاب في أيامنا هذه كغاية أي كهدف يصلن إليه عن طريق ارتدائهن الحجاب لتحقيق غرض دنيوي دنيء مثل أن تظهرن بشكل أفضل حيث أن شعرهن مجعدا وليس حسن المظهر ، فيكون الحجاب بالنسبة لهن مجرد قطعة قماش ترتدينه لتـُخفي عيبا فيها ، ولكن مثل هذه الفتاة التي تـُخرج خصلة من شعرها .. فشعرها ليس بأجعد ولذلك فهي تـُريه للناس ليعرفوا أنها لا تـُخفي شيئا !! ولكن .. لِمَ ترتدينه إذا .. ؟ فإذا كان غرض لتحقيق غاية وهي رضا الله .. فلِمَا تـُظهر تلك الخصلة ؟!! أي حجاب هذا ؟!! وإذا كانت ترتديه لتـَظهر بشكل أفضل .. فهذا احتمال بعيد ، فها هي الخصلة تعبر عن شعرها الجميل الناعم الذي لا يحتاج لأن تخفيه بقطعة قماش؟ فلِمَا إذا ترتدي الحجاب إذا لم يكن من أجل طاعة ولا من أجل أن تـُجمل من مظهرها أو تـُخفي عيبا فيها ؟؟ ..
هاهو عقلي مرة أخرى يرتبك ويـُصاب بالحيرة .. وها هو الصداع يعود من جديد .. ولكن الموضوع لم ينتهي بعد !!

فهناك حيرة أخرى يتعرض لها عقلي .. وارتباك آخر في أفكاره وخواطره ، فكثيرا ما أرى .. سيدة ترتدي النقاب ، الذي يُمثل غاية العفة والطهارة والبُعد عن إثارة شهوات الناس التي قد تنتج عن شدة جمال هذه السيدة .. ولكن .. أتغطي وجهها وترتدي عباءة ضيقة تصف جسدها ؟!! أي عفة تلك ؟ كيف لها أن تـُغطي وجهها وتـُظهر أرجلها ؟ أهناك عيب في وجهها لتخفيه ؟ ألهذا ترتدي النقاب ؟!! وليس لأنها تريد أن لا تتسبب في أن تثير شهوة رجل .. حتى ولو بمجرد أن ينظر إلي وجهها .. وماذا عن هذه السيدة المـُنقبة التي ترتدي النقاب بحق !! وعباءة واسعة وشاملة تغطي جسدها ولا تصفه .. فنعم النقاب ذاك ، ولكن .. هناك دائما "ولكن" !! بجوارها ابنتها ترتدي البنطال الجينس والبادي الضيق القصير !! هل تترك لها الحرية بأن تستعرض ما حُرمت هي من استعراضه ؟؟ هل لأنها لم تتزوج بعد وتريد أن تزوجها ؟!! .. بهذه الطريقة ؟!!

 كل هذه الخواطر والأفكار تدور في عقلي .. وتتصارع بداخله ، ويزداد المسكين حيرة ..

ويعاني من الارتباك ..

والصداع ..  

الخميس، 4 أغسطس 2011

حيـــــرة .. وخواطـــــر .. ثم قـــــرار



سأكتب دائما .. وبلا نهاية .. فى هذه المدونة عن .. الصداقة والأصدقاء .. والمعنى العميق للصداقة الذي لا يدركه معظم من قابلتهم فى حياتي ، وسبب ذلك يرجع إلى معاناتي الشخصية المتكررة والمتشابهة بخصوص هذا الموضوع ، بسبب أناس .. ظننت أنهم أصدقائي .. ظننتهم يستحقون هذا اللقب ، اهتممت بهم وعاملتهم أفضل من نفسي حتى .. ولكن للأسف .. وكالعادة .. ليس أنني لم أحظى منهم بنفس الاهتمام والمعاملة .. أو حتى أقل ، بل .. لم ألقى منهم غير الكذب والخداع .. والخيانة ، لست أهول الأمور .. ولكنها بطبيعتها قاسية !!

ولعلكم تتعجبون حين أقول .. أن هذا الموضوع الشائك بالنسبة إلي ، هو أحد أكثر وأقوى الأسباب التي دفعتني .. للكتابة ، كطريقة أفضي بها عن مكنون صدري .. حيث لم أعد أجد (الصديق) الذي أستطيع أن أتحدث معه من قلبي .. حتى أخرج ما في صدري ، وكان السبب الذي دفعني أيضاً لاختيار اسم المدونة .. (خواطـــــر عقل حائـــــر) .. فموضوع الصداقة .. واستهانة الناس بهذه الكلمة .. وعدم وعيهم بالمعني العميق لها .. هو الصداع المزمن الذي نتج عنه ارتباك قلبي .. وحيرة عقلي ، فبعد أن تم طعني فى ظهري أكثر من مرة .. من أكثر من صديق ، أو بالأحرى مِن مَن اعتقدت أنه كذلك ، فأصبحت لا أثق بأحد .. لا أتسرع في اختيار الأصدقاء .. بل ومؤخرا .. عزفت عن الاختيار !! لم أعد أحتاج إليهم بعد الآن ، فمن يحتاج إلى ذلك .. وهو لم يعد يحتمل أن يخوض تجربة .. يعرف نهايتها مسبقا .. مؤلمة ، نتجت عن سوء اختيار ، نتجت عن وضع الثقة .. فى شخص .. ليس جديرا بها ، تجربة تسببت بجرح آخر فى قلبه المكلوم .. وزادت عقله المسكين حيرة ، لم يعد يعرف فيمن يثق .. وإلى أي مدى .. وكيف !!

فقررت أن أظل بعيدا .. مجهولا .. وحيدا ، على الأقل لفترة من الزمن ، حتى تـُشفى جراح قلبي ، وتستقر حالة عقلي الحائر .. المرتبك ، حتى أصبح قادرا على الوقوف من جديد ، بعد أن تم طرحي أرضا لأكثر من مرة .. وبشكل متتالي !! حيث أنني لم أجد الوقت الكافي بين كل طرحة وأخرى لأستوعب واتدارك الأمر ، لذا .. أجد أن قراري سليما لا أندم عليه ، فسأظل بعيدا عن أرض المعركة .. لفترة ... 

سأكتفي فقط بالمشاهدة ... 

والكتابة ...

الأربعاء، 3 أغسطس 2011

مقدمـــــــــــــــة



لا أدري من أين أبدأ .. فلكل قصة بداية ونهاية ، ولكني .. لا أجد لقصتي بداية ..

ربما بدأت عندما وُلدت .. ولكن هذا شئ لا يُعقل ، ربما بدأت بعد أول تعارف بيني وبين شخص ما .. وأصبحنا بعدها أصدقاء ، ولكني أرجح أنها بدأت .. عندما أردتها أن تبدأ !! فتكون قد بدأت وقتما انتبهت إلى الدنيا .. راقبت الناس .. وتصرفاتهم ، فحينها .. بدأ عقلي يفكر فيما يفعله الناس ، فربما هنا بدأت قصتي .. ومع بدايتها .. بدأ ارتباك عقلي !!

فأحيانا أشعر وكأنني أعرف الدنيا وما فيها .. أفهمها ، وأفهم الناس .. وأفعالهم .. والأسباب التي تدفعهم للقيام بمثل هذه الأفعال ، ولكن أحيانا أخرى ، أو بالأحرى .. معظم الوقت ، أجدني تائها فى هذه الدنيا ، ضائعا بين الناس ، يرتبك عقلي ويحتار من تصرفاتهم .. لا يعرف الصواب من الخطأ ، فالصواب أصبح خطأ ، والخطأ .. أصبح منتشرا بين الناس .. مما يجعله (من وجهة نظرهم) .. صواب ، فتتقاتل خواطر عقلي الحائر .. المرتبك .. وتتناحر فيما بينها ، فتزيد عقلي المسكين حيرة ، فأصبحت لا أعلم حتى من أنا !! لا أعلم من منا على صواب ، أنا ؟؟ أم .. الناس ؟؟ لا أعلم ماذا أفعل حيال ذلك .. لا أعلم ..

فقط يرتبك عقلي .. 

ويحتار ..